Selasa, 21 Juni 2011

تعليم اللغة العربية للأطفال



تعليم اللغة العربية للأطفال


الإعلام والطفل
لقد أصبح الحديث عن الفضائيات والفيديو والإنترنت ، هو الشغل الشاغل لأبناء هذا الجيل في العالم كله، الذي أصبح بفضل هذا الإكتشاف قرية صغيرة، و نحن في العالم الذي أطلق عليه الثالث وفرحنا في هذا اللقب لا نملك من أمور أنفسنا إلا القشور غير ذات الأهمية. وللنعرف على مدى خطورة وأهمية التلفزيون وتأثيره على الأطفال ما قالته طفلة روسية في إجابتها على سؤال مم تتكون أسرتك قالت تتكون من " بابا وماما وجدتي والتلفزيون "... أعتقد بأن حديث هذه الطفلة كان منذ سنوات لإن التلفاز تغير ترتيبه ليمثل المرتبة الأهم والأعلى ليأخذ بذلك سلطة التربية والتعليم، فإن كان تعلق الطفل بأبويه قديما كان يستمر لفترات طويلة من عمره فهو في عصرناالحالي عصر النهضة المزيف فإن الطفل يحاول مبكراً الإستقلال عن والديه في التثقيف والتعلم وخير معلم في ذلك هو التلفزيون. وبدأت تندثر جلسات السمر مع الكبار أو حتى جلسات الحديث العائلية ليحتل مكانها النهم الشديد بالتلفزيون وبرامجه. وبالتالي تتأثر لغة الطفل نفسه وثقافته
.
"لقد وعت الأمم المتقدمة في عصرنا الحديث ، ما للطفولة من مكانة سامية ، لأنّ المستقبل لا يقوم إلا على أكتاف صغار الحاضر ، عندما يكبرون ويتقلّدون دفة الحياة ومقاليدها . وهذا الوعي واضح بيّن ، ترشد إليه غزارة الإنتاج الموجّه للطفل أو المتعلق بالطفل من أحد الجوانب ، لا سيما في مجال التربية التي تصب حتماً في خانة أهداف تلك الأمم وما تسعى إليه". (د. طارق البكري مجلات الاطفال في الكويت (
"أما الأطفال فهم شريحة متحركة ، متغيرة ، نامية ، متفاوتة الأعمال والشخصيات والملامح، كانت النظرة لهم فيما مضى أنهم ( الرجال الصغار ) و ( نساء صغيرات ) ... وقد أفسد ذلك المفهوم أمورا كثيرة في مجال تربيتهم وتثقيفهم .لذا كان الاعتراف بوجود (الطفل) انجازا كبيرا. وعندما تنبه الناس الى خطأ ذلك ، وان الاطفال ينتمون الى عالم اخر غير عالم الكبار ، بدا الاهتمام بادب الطفل وفنه وحقوقه وتربيته ، وما الى ذلك ، وادركنا ان للطفل لغة خاصة به ، وسلوكا معينا له، يتصرف به من خلال قدراته". (عبد التواب يوسف ، تنمية ثقافة الطفل)

المؤثرات (التربوية) على الطفل
المنزل : يلعب المنزل دورا رئيسيا في تربية الطفل حيث يتم تلقينه من الاسرة ( الوالدين بشكل خاص ) لذا تلعب ثقافة الوالدين وتربيتهما المسبقة وخبرتهما في الحياة دورا رئيسيا في توجيه الطفل. ان الكثير من العادات والأخلاق والمفاهيم والأفكار يكتسبها الطفل من والديه . بالطبع هناك عوامل اخرى ذات صله في نوعية الثقافة التي يتلقاها الطفل من والديه مثل حجم الأسرة والوقت الذي يقضيه الوالدان مع الطفل ومدى المتابعة والرقابه لأنشطته اضافة الى الوالدين فان الأخوة وباقي أفراد العائلة – ان وجدوا – لهم تأثير أيضا على الطفل .
 وسائل الإعلام
          هي ادوات التواصل الجماهيرية بين الطفل والعالم الخارجي وقد تطورت بصورة مذهلة في السنوات الأخيرة - خصوصا في الجانب المرئي- وتوفرت العديد من الخيارات ، لدرجة أن نجد بعض الاطفال لايعرف الشارع ، ولا يتفاعل مع المدرسة ، ولا يخالط اسرته وجل مادته المعرفية وثقافته الشخصية مصدرها وسائل الاعلام .لذلك يمكن تصنيف وسائل الاعلام بأنها المؤثر الأول والأقوى على الطفل .
 
كيفية تأثير وسائل الإعلام على الطفل
1.  التأثير الآني: وهو التأثير المباشر في نفس الطفل ويتكون عندما تكون الرسالة جديدة كلياً عليه او تحوي كم كبير من الإثارة والتشويق .
2.  التأثير التراكمي: وهو الأشهر والأعم وذو الأثر البعيد لنفس الطفل حين يتعرض الطفل لرسائل متقاربة في أزمنة مختلفة وبشكل متدرج ومن خلال أكثر من صورة وطريقة مما يرسخ في نفسه تماماً الأفعال والأقوال التي ذكرت له، خصوصاً مع كثرة إثارة الرسالة وتناولها بين الأطفال أنفسهم "هل شاهدت البرنامج الفلاني؟" "ما أطرف الشخص الفلاني" "لقد أعجبني البطل الفلاني" وهكذا تتأصل الرسالة من خلال التناول الجماعي لها قبل الأطفال. (محمد حمدان مدير معهد الصحافة وعلوم الإخبار – تونس  مجلة افكار).

مدى تأثير الإعلام على الطفل
تؤثر وسائل الإعلام على الطفل بحسب اربعة عوامل:
1.     نوعية الوسيلة وقوتها ومدى انجذاب الطفل إليها وهي مرتبة بحسب نسبة تأثيرها كالآتي:
-         السمعية البصرية (التلفاز - السينما - الفيديو) وهي تمثل اعلى ثقل (60-70%).
-         التفاعلية (العاب الكمبيوتر) وهي تمثقل ثقل متوسط (20-30%)    
-         السمعية (الإذاعة - الكاسيت) وهي تمثقل ثقل متوسط(10-20%)   
-         البصرية (المقروءة) (المجلات - الكتب - القصص) وهي تمثقل ثقل متوسط (10-20%)
2.  عمر الطفل وخلفيته الثقافية وبيئته الاجتماعية وهل لدى الطفل حصانة ثقافية؟ وهل البيئة مشجعة ؟ وهل الوسيلة منتشرة؟
3.  نوعية الرسالة للطفل من خلال المادة الإعلامية المقدمة وتعتبرهذه أهم قضية فالطفل - بالجملة- مستقبل جيد لكل ما يرسل له خصوصاً إذا صاحب المادة تشويق وإثارة للطفل.
4.     الوقت الذي يقضيه مع وسائل الاعلام. (محمد حمدان مدير معهد الصحافة وعلوم الإخبار – تونس  مجلة افكار)

الاعلام والتربية
          "لقد اتّسمت العلاقات القائمة بين المؤسسة التربويّة ووسائل الاتصال بشيء من التصادم. ولم يكن أغلب رجال التربية ينظرون بعين راضية إلى تعامل التلميذ مع وسائل الإعلام. ولم تكن أغلب الأنظمة التربويّة تسمح بدخول الصحيفة أو المادة الإعلامية السمعية البصرية الى المدرسة، كما كانت صورة الثقافة التي تروّجها وسائل الإعلام سلبيّة بالنسبة لأغلب المربين الذين يعتبرون هذه الثقافة سطحية وفسيفسائية ومبتذلة وغالبا ما تبدو المدرسة منغلقة على ذاتها.

                  
ايجابيات البرامج التلفزيونية
-       استخدام التلفزيون كوسيلة أساسية للتعلم حيث نستفيد من نماذج التعلم بالمشاهدة أو الملاحظة إثناء عرض البرامج.
-       التعلم بالاستمتاع بحيث تضيف إلى خبرته خبرات جديدة حول الطبيعة وما بها من كائنات وبشر في مختلف بيئاتهم وأجناسهم.
-       تقديم المعلومات العلمية المختلفة التي تسهم في تشكيل قدرات الطفل العقلية.
-       التأثير الواضح في تغيير قيم واتجاهات الأطفال.
-       تنفيذ الاتجاهات والميول العلمية والأدبية لدى الأطفال.
-       الربط بن الأسباب والنتائج وتدريبهم على التفكير المنطقي والمنظم.

التأثير التربوي السلبي للتلفزيون
-    الجانب البدني والعقلي :فهي تتسبب في تأخر الطفل في النوم والجلوس أمام التلفاز لساعات طويلة مما يؤدي إلى اعتلال صحة الجسم، وتتسبب أيضًا في الخمول الذهني وتعطيل ذكاء الطفل.
-     الجانب العقدي :فقد اختلت الموازين عند أطفالنا بسبب ما يُعرض عليهم على الشاشة، فيرى الطفل رجلاً يطير في الهواء، وينسف الجبال نسفًا، ويشق القمر بيده، ليس هذا فحسب بل هو يطلق أشعة من عينيه تفعل المعجزات.
وتدور أحداث قصص الأطفال حول المغامرات والعنف وشخصيات خرافية وهمية، مثل شخصيات الحيوانات، ورجال الفضاء، وترى الطفل قد غرق في خيالات بعيدة عن الواقع مع قصة 'سوبرمان' و 'بات مان' و ميكي' و 'سندريلا' وكلها قصص غريبة مصورة ترجمها من ترجمها بما فيها من أخلاقيات وعبث ولعل الجميع يتفق على أنها لا تتضمن معانٍ تربوية رفيعة موجهة ، ولا تهدف إلى غرس الأخلاق والقيم الصحيحة.
-    الجانب النفسي : دور التلفاز في بذر بذور الخوف والقلق في نفوس أطفالنا بما يعرف من أفلام مرعبة تخيف الكبير قبل الصغير كأفلام غرندايزر، وغزو الفضاء، ورجال الفضاء والقصص التي تدور أحداثها حول الجن والشياطين والخيال، وكلها توقع الفزع والخوف في نفوسهم إلى جانب أنها لا تحمل قيمًا أو فائدة علمية وينعكس أثر ذلك على أمن الطفل وثقته بنفسه مما يشاهده من مناظر مفزعة بجعله يعيش في خوف وقلق وأحلام مزعجة
-    الجانب الاجتماعي :يقضي الأطفال حول التلفاز ساعات طويلة تؤثر على حياتهم الاجتماعية وعلاقاتهم بالأسرة، وبهذا يقل اكتساب الطفل للمعارف والخبرات من الأهل والأصدقاء، كما يصرفه أيضًا عن اللعب ومتعته مع أقرانه.
 الجانب التربوي : قد يجلس الطفل أمام التلفاز أوقات طويلة دون مراقبة ودون توجيه، وهذا له أثره السلبي على التحصيل الدراسي ومتابعة الدروس ولا يخفى الأثر السيئ لأفلام العنف والجريمة على شخصية الطفل وتهيئته للانحراف مع وجود ما نعرفه من أن بعض الأفلام تصور الكذب والخداع والمراوغة على أنها خفة ومهارة وشطارة ومعها ينزع الحياء نزعًا من قلوب أطفالنا والآداب التربوية السامية في حياتنا.[1]


 تشكيل الطفل و الحاسوب
          تُعد برمجيات ألعاب الأطفال وخاصة تلك التي تعتمد على أجهزة الفيديو والحاسبات والأجهزة الإلكترونية من أكثر الوسائل تأثيرًا على تربية الطفل وتوجيهه ولهذه البرمجيات أثرها على النمو العقلي والمعرفي والاجتماعي للطفل والناشئة فبرمجيات الأطفال تتميز بأنها تمكن الطفل من اكتساب ما يرغب من معلومات وزيادة مقدرته على اختيار زمان ومكان ما يشاهده أو يسمعه، وتزيد من إقباله على التعليم.
ولقد أوضحت الدراسات التربوية أن استخدام البرمجيات بصورتها الحالية لها تأثيرها السلبي والإيجابي على ثقافة الطفل فهي من ناحية إيجابية :
-            تؤدي إلى رفع قدرة الطفل على القراءة والكتابة والتعبير الشفوي.
-            القدرة على الاستماع والتركيز وتعلم الثقافة العامة والعلوم واللغات الأجنبية، والتربية الفنية والرياضيات.
-      تقوي المقدرة على حل المشكلات التي تواجهه وتساعده على التوافق الاجتماعي، وتطوير هواياته ومواهبه واستغلال وقت فراغه.

أما السلبيات:
تعمل البرمجيات على تدني مستوى القدرة على ممارسة الأنشطة الاجتماعية والقدرة على أداء الواجبات والانصراف عن ممارسة الرياضة البدنية.
 كما أن لها آثارها الصحية السالبة على صحة الطفل المتمثلة في إصابته بالكسل والخمول والسمنة لقلة الحركة، واكتساب العادات السيئة، وتدهور الصحة العامة. وعلى الرغم من إيجابيات الحاسب إلا أنه ما زال محدود النفع كوسيلة تثقيفية وتعليم الناشئة للغة، وتلقين مفرداتها قياسًا على الاتصال الاجتماعي المباشر، وفاعليته في التعليم والتثقيف لا تزال أقل فاعلية من الوسائل المقروءة والمرئية لدى المجتمعات الفقيرة والطبقات الدنيا من المجتمع التي لا تتوافر لها الظروف الاقتصادية المساعدة على انتشار أجهزة الحاسوب وبرامجه المتنوعة أما عن الإنترنت: فهو يشغل مساحة من وقت الطفل فيفقد كثيرًا من الأطفال قدرتهم على الحديث والتواصل مع الآخرين. [2]

الطفل والألعاب الإلكترونية
          تعتمد هذه الألعاب على سرعة الانتباه، والتفكير، والتركيز، وهي تلعب في أي وقت، ولا تحتاج في بعض الأحيان لأكثر من شخص واحد، إلى جانب أن بعضها سهل الحمل، رخيص السعر وقد اكتسبت هذه الألعاب الإلكترونية شهرة واسعة، وقدرة فائقة على جذب اللاعبين وإغرائهم، وكان أول ضحايا هذه الألعاب 'الأطفال' و'المراهقون' بسبب مجموعة من الآثار السلبية الناشئة عن الإفراط فيها:  
-     فمنها تربية اللاعبين على الوحشية والعنف والقتل لأن معظم هذه الألعاب تعتمد اعتمادًا مباشرًا على فكرة الجريمة والقتل والدماء ومن أسمائها ' ليلة العفاريت '، ' زومبي آكل اللحوم '.
-     ومنها إشاعة الصور العارية وتعويد الأعين عليها بدعوى أنها لعبة: مثل لعبة ' قتل العاريات ' التي تتضمن مشاهد خلاعية، وألعاب المصارعة: حُشرت فيها المصارعات من النساء وهن كاسيات عاريات.ومنها إدمان اللعب وإهمال الواجبات مما يؤدي إلى تدني مستوى الطلاب الدراسي ورسوبهم في الدراسة.[3]


الكتاب: يتميز كتاب الطفل العربي بالاتي:
·  قلة العدد : كل 100 طفل يشتركون في نسخة واحدة من كتاب واحد في السنة  أي أن نصيب الطفل الواحد لايزيد عن بضعة أسطر سنويا.
·        ارتفاع السعر (لجمهور القراء).
·        غياب المتخصصين في الكتابة للاطفال.
·        ندرة الدور المتخصصة بنشر كتاب الطفل.
·        سيطرة قصص الجن والسحرة والخوارق وكذلك قصص الجريمة والعنف .
·        ضعف الإخراج الفني.
·   الكتب المترجمة الغير محررة
·   عدم التمييز بين المستويات العمرية للأطفال
·   ضعف الاهتمام الموضوعي بقضايا الطفل العربي
·   ندرة معارض الكتاب المتخصصة بالطفل
·   قلة المكتبات العامة الخاصة بالأطفال (مكتبتان في الرياض لمليون طفل)
·   تغييب ثقافة الإبداع والابتكار
·   غياب الأهداف التربوية في الكثير من كتب الأطفال. (د. أحمد مختار مكي ، مقال)

مجلات الأطفال: تتميز المجلات العربية ب:
·   القلة العددية: مايقارب 80 مليون طفل (6-14) سنة تخدمهم 15 مجلة بمتوسط 20.000 نسخة (لا تتجاوز 400.000 نسخة بأي حال: كل 200 طفل يشتركون في نسخة واحدة من عدد واحد من مجلة واحدة!!)
·   ضعف المحتوى: 50% مادة ترفيهية بحتة (تختلف من مجلة لأخرى)  25% مادة تعليمية / تربوية (تميل للسوء والانحراف في الكثير من المجلات) 25% مادة محايدة ثقافية عامة
·        قلة الجيد من المجلات: (لا يتجاوز 20% من المتاح في السوق) وبصدور شهري
·        قلة المادة التربوية والدينية: ( لا تزيد عن 10 % ) في اغلب المجلات
·        غياب التوجيه السلوكي الإسلامي كالفضائل والسن.
·        تقديم القدوات السيئة - كالممثلين والمغنيين
·        إهمال المستوى العقلي والنفسي فالكثير من القصص والمغامرات تتجاوز مستوى الأطفال وأعمارهم
·        كثرة المواد المترجمة من مجلات أجنبية اضافة الى المجلات الأجنبية المعربـة ( ميكي، سوبر مان ، الوطواط )
·        عدم التكامل مع برامج المدرسة التعليمية
·        قلة المتخصصين في ميدان الكتابة والرسوم الفنية
·        إهمال قضايا العقيدة وعرض بعض البدع أحيانا على أساس أنها من الدين
·   التشجيع - أحيانا- على بعض السلوكيات الخاطئة كالرقص والغناء ومصادقة  الجنسين (عندما تسمعين الى الراديو تنظربن الى صورة جميلة. تشعرين برغبة في الرقص، أليس كذلك؟ يحدث هذا لنا جميعاً. تعالي نتابع هالة وهي ترق في غرفتها ويحسن ان تكون نافذتك مفتوحة وأنت ترقصين لأن الهواء المتجدد يساعدك )
·        سيطرة المادة الترفيهية على صفحات المجلة
·        عدم تقديم القدوات الصالحة وبطريقة مناسبة
·   عرض بعض الشخصيات الخارقة - أحيانا- والتي تضعف معالم القدوة الحسنة  "سوبرمان  نموذج .... حيث يبلغ هذا الرجل ذروة القوة في المسلسلات والهزليات الأمريكية   فيصبح نصف اله يخور ويثور ويضرب وينتصر باستمرار ولا يموت بتاتاً وهو محصن ضد الأمراض وضد الأخطار ويتغلب على كل المصاعب ." (عبدالتواب يوسف ، تنمية ثقافة الطفل)

التلفزيون :ما يقارب خمسين قناة تلفزيونية للأطفال في أوربا مقابل خمسة في العالم العربي، إحداهما غربية بالكامل وثانية كرتون ياباني مدبلج (في الغالب) وثالثة منوعات سطحية ورابعة ذات مهنية عالية لكن مع غياب المضمون التربوي وخامسة محافظة (مشفرة) (المجد) لكنها متواضعة فنيا ومهنيا .

          "يقلل البعض من الاثار السلبية للقنوات الفضائية العربية على الاطفال ويتهمون من يتحدثون عن هذه الاثار بالمبالغة والتخويف اللذين لا مسوغ لهما ! وهؤلاء – في نظري – مخطئون ، فالاثار المحسوسة للبث التلفزيوني بعامة على الاطفال لم تعد مجال للشك . هل العلاج اذا ان نمنع بث القنوات الفضائية ونقفل ابوابنا دونه ربما كان هذا علاجا ناجحا للبعض ، ولكنه علاج محدود لأن القادرين على تنفيذه قلة وسيواجهون عقبات كثيرة . ومع مرور الزمن يصبح مثل هذا العلاج غير ذي جدوى فالتقنيات تتطور حتى تستعصي على المنع ، والسيل ينهمر تباعا حتى لا تنفع معه سدود . وتلك حقيقة واقعية وقد لا نرضى بها ، ولكن لابد من التعامل معها حتى نحسن المواجهة ونقلل من آثار الشر على أطفالنا ." ) عبدالقادر طاش ، الثقافة والاعلام وما بينهما (.

واقع برامج الاطفال في القنوات العربية
·        ندرة المادة الكرتونية الهادفة المناسبة للأطفال (تعد على اليدين(
·   ندرة المسرحيات والمنوعات الهادفة والتربوية للأطفال، وأفضل ما قدم لنا (رغم سلبياته الكثيرة) برنامج افتح ياسمسم وهو غربي معرّب
·        القلة العددية من حيث الساعات  واعتماد البرامج المستوردة (أكثر من 50%)
·        اعتماد التوجيه المباشر في الغالب والتركيز على التصوير داخل الأستوديو
·        قلة التشويق واعتماد النمطية
·        الاعتماد واسع النطاق على أفلام الكرتون وكأن هناك معادلة خاصة بهذا الجانب: تلفزيون + طفل = أفلام كرتون
·   احتواء الكثير من الأفلام الغربية على مشاهد لا تليق بالطفل وتؤثر على سلوكه وأخلاقه منذ نعومة أظفاره ، وهي عادية جداً لدى الغرب مثل:
ü     الرقص والغناء والموسيقى
ü     القبلات بين الجنسين
ü     العلاقة العاطفية بين الأولاد والبنات
ü     الصراع بين الذكور على فتاة واحدة
·   احتواء بعض أفلام الكرتون الغربية على شعوذة وانحرافات عقائدية فيما يتعلق بالخالق عز وجل( افتراض وجود الله فوق السحاب ، وصعود البعض إليه ، وأحياناً يكون عملاق متوحش وما حدث من مطاردات بين الصغار وهذا العملاق ...)
·   غياب البعد الأخلاقي في كافة ما يعرض من أفلام الكرتون الغربية وهي في معظمها تشغل وقت الطفل وتسليه دون أدنى فائدة هذا إن خليت من السلبيات المذكورة سابقاً
·        انتشار العنف وثقافته في أغلب الكرتون
·   في دراسة على عينة من أطفال الرياض حول أفضل برامج الأطفال (مرتبة): كابتن ماجد ، سالي ، سلاحف النينجا ، نساء صغيرات والتي تحوي الكثير من السلوكيات السلبية والأفعال المخالفة للدين (الاحتفال بالكريسماس، ضم اليدين إلى الصدر قبل الأكل).

السينما: هناك شبه انعدام لسينما الأطفال (خلاف واقع سينما الكبار)، مع إنتاج محدود على شكل كرتون يقدم على شكل حلقات تلفزيونية ، اضافة الى انعدام المسارح الخاصة بسينما الطفل.
الإذاعة
·   ندرة برامج الأطفال في الإذاعات العربية
·   عدم وجود معدي برامج أطفال متخصصين
·   ضعف مستوى برامج الأطفال
·   نمطية البرامج واعتمادها غالباً على الأغاني
·   الاختيار غير الموفق غالباً لأوقات بث برامج الأطفال
· إنتاج محدد على شكل كاسيت للأطفال يغلب عليه الأناشيد، (هناك بعض التجارب الجيدة مثل تجربة مؤسسة محسن للإنتاج).
مسرح الطفل: له دور كبير في تنمية التفكير وتطوير مهارات الاتصال وزيادة الحصيلة اللغوية والثقافية .
-         عدم وجود مسارح خاصة بالأطفال في الأحياء وأحياناً كثيرة حتى في المدارس
-         عدم الاهتمام بفن التمثيل ودوره في تطوير قدرات الطفل المختلفة
-         تخلف صناعة الدمى وهي مكملة للمسرح
-         هناك جهود محدودة لتكوين فرق مسرحية متنقلة تقدم للأطفال لكن يقدمها الكبار

الكمبيوتر والإنترنت وألعاب الكمبيوتر: يساعد في تطوير قدرات الطفل الذهنية والعقلية ويساعد في العملية التعليمية بشكل كبير . كما يمكن اضافته للمؤثرات الاعلامية بحكم احتوائه على مواد ذات بعد ثقافي وتربوي . أما عن واقعه :
-    الدخول البطيء للكمبيوتر في المدارس
-    عدم اعتماد الكمبيوتر كوسيلة ثقافية تعليمية (عدا بعض المدارس الأهلية الراقية)
-    ندرة برامج الكمبيوتر العربية الخاصة بالطفل
-    انعدام برامج الألعاب الالكترونية العربية
-  أقل من 1 % من مواقع الإنترنت العربية للأطفال 40% من مادتها قصصية وهي تفتقد للتفاعلية وتعتمد في كثير من الأحيان على المواقع الأجنبية
-    بعض التجارب الجيدة (حرف) لإنتاج برامج تفاعلية (ملتي ميديا ) للأطفال.


تقويم المواد الإعلامية بكافة الوسائل المقدمة للأطفال (من الوجهة الإسلامية)
-         قلة المواد المقدمة سواء المقروء أو المرئية المسموعة وبما لا يناسب مع عدد الأطفال في العالم العربي.
-         غياب الأهداف عن الكثير مما يقدم للأطفال والاكتفاء فقط بـ"ماذا يعجبهم؟ ماذا يريدون؟"
-    النظرة السطحية لأطفال العالم العربي بأنهم مستهلكون سلبيون بمعنى أنهم لا يقدرون قيمة المنتج الإعلامي والرسالة المتضمنة.
-         غلبة المواد المترجمة وخصوصاً في أفلام الكرتون (المدبلجة).
-    اللغة العربية المقدمة من خلالها المواد المرئية ركيكة في كثير من الأحيان أو متكلفة (عدم استخدام العربية البسيطة والمفردات السهلة الواضحة بعيداً عن التراكيب اللغوية الصعبة والمتقدمة على الطفل).
-         غلبة المواد الترفيهية وقلة المواد الجادة
-         غياب البرامج التي تعنى بإذكاء عقلية الطفل وتطوير مهاراته العلمية والفنية واليدوية وتحسين ملكة الإبداع والتفكير لديه
-         إشغال وقت الطفل قد يكون أفضل تسمية لمواد وبرامج التلفاز العربية (الرسمية).
-         غلبة التهريج والإثارة المتكلفة في مواد الأطفال
-    التأثر بعقلية الغرب فيما يقدم من إنتاج محلي سواء في الأسلوب أو في حتى المحتوى (استخدام جلود الحيوانات للتعبير عنها)
-         اعتماد الرقص - للبنات كجزء من برامج الأطفال
-         سيطرة الغناء والموسيقى في كافة برامج الأطفال
-         توجيه الطفل لاهتمامات ليست ضمن أولوياته (منجزات البلد - صفات الرئيس القائد ...)
-         ربط الطفل بخالقه كجزء من العقيدة التي يتربى عليها منعدم تقريباً
-         توجيه سلوكيات الطفل والتعامل مع الآخرين بشكل إيجابي نادرة في مواد الطفل.
-         ربط الطفل بالمخلوقات والبيئة من حوله كجزء من خلق الله لهذا العالم والتناغم بين جميع مفرداته أيضاً منعدمة تقريبا.

اقتراحات عملية للآباء
-    اختيار سلاسل من الكتب القصصية عن السيرة والصحابة والتابعين والسلف، خصوصاً تلك المصالحة بطريقة سلسة وبأسلوب سهل من خلال قالب فني جميل (لوحات معبرة، خطوط مناسبة ...)
-    اختيار قصص مصورة لسير بعض الشخصيات الإسلامية (صلاح الدين ، الظاهر بيبرس،...) ذات التلوين والرسم المناسب وبأسلوب مسلسل.
-    اختيار كتب تعليمية متنوعة ( اختراعات ،جديد العلوم، كيف تصنع ...) وخصوصاً المترجمة منها لتميزها العلمي والفني وطريقة العرض المشوقة للصغار.
-         كتب المهارات الفنية ( التلوين، الرسم، الأشغال، والتي تعتمد مادة تربوية ومفيدة للطفل)
-         اقتناء كاسيت منوع (أناشيد، قصص وحكايات، مواقف تمثيلية، مثل سلسلة محبوب ...)
-         الاشتراك في قنوات الاطفال الهادفة

كيف نحمي أطفالنا من خطر وسائل الإعلام؟؟!
1. دور الأسرة في حماية الأطفال
          إن دور الأسرة لا ينتهي عند وضع الطفل أمام الجهاز، ولا أن تنتظر من وسائل الإعلام أن تقوم بدور المربي بالنيابة عنها إن الاهتمام بالطفل قبل السادسة والحفاظ عليه من كل ما يمكن أن يكون له أثر سلبي على شخصيته يندرج تحت دور الأسرة الكبير الذي يتمثل في تفعيل الدور التربوي للأبوين، وتقنين استخدام وسائل الإعلام المختلفة داخل البيت، فلا يسمح للأطفال بالبقاء لمدة طويلة أمام هذه الوسائل دون رقيب، وتقليص الزمن بالتدريج وأن تترك الأجهزة في مكان اجتماع الأسرة بحيث لا يخلو بها الطفل في غرفته ويصبح من الضروري أن يشاهد الكبير مع الصغير، وأن يقرأ الوالدان مع الأبناء، ولا يترك الصغار هدفًا للتأثيرات غير المرغوبة لثقافات غريبة، عن مجتمعنا العربي المسلم ونقف نحن الكبار نشكو من الغزو الثقافي للأمة فالرقابة على ما يعرض للأطفال، والبقاء معهم أثناء العرض من أجل توجيه النقد ينمي لدى الطفل القدرة على النقد وعدم التلقي السلبي ولا ينبغي أن تغفل وسائل الترفيه الأخرى كالخروج، والنزهات، واللعب الجماعي وغيرها، فلها أثرها على عدم المتابعة، وعدم الالتصاق بهذه الوسائل الإعلامية، وتقليل حجم التأثر السلبي.
2. دور المتخصصين في أقسام برامج الأطفال
لا ننكر في هذا المقام الدور الذي تلعبه وسائل الإعلام في إعداد البرامج المحلية بواسطة تربوية استشارية ومتخصصين في أقسام برامج الأطفال، وإعداد المواد الإعلامية التي تتناسب مع المراحل العملية المختلفة، وتطوير الإنتاج المحلي على أساس عقائدي وبيئي وتربوي يُناسب الأطفال وحاجاتهم.إن على القائمين بالاتصال بالطفل عبر وسائل الإعلام دورًا كبيرًا في الاهتمام بالطفل وفي الحفاظ على الهوية العربية الإسلامية لأطفالنا من خلال توفير البديل الإعلامي والثقافي الإسلامي ليكون متواجدًا جنبًا إلى جنب مع المنتج الإعلامي الثقافي الأجنبي في عصر الفضاء وعصر المعلومات.ويكون ذلك عبر إبراز التاريخ الإسلامي وأبطاله الذين تحفل الصفحات بأحداثهم وخبراتهم، وليكن القصص القرآني الكريم النبع الأول التي تستقى منه هذه البطولات وصور القدرة مثل قصة فرعون وموسى. ويمكن أن تحل شخصيات إسلامية مثل عمر بن عبد العزيز والأئمة الأربعة وكبار العلماء والمسلمين محل 'بات مان' 'سوبر مان' 'أبطال الديجيتال' في نفوس وعقول أبنائنا، فإن الأبناء عندما يعيشون في أجواء الصالحين سيكبرون وهم يحملون همهم وطموحهم وأحلامهم.
3. دور الرقابة
            ومهما بلغ حجم الدعوة لإطلاق الحريات فإن على الدولة أن تتحرى الأمانة في اختيار الأنظمة التقنية المناسبة التي تحمي المجتمع قبل فوات الأوان وأن تضطلع مسئوليتها كاملة في تقدير حدود الانفتاح والتوجيه والرقابة لتحقيق التوازن كما أن مراقبة البرامج المستوردة تمنع ما يتعارض مع المثل والقيم الدينية والاجتماعية والحقائق التاريخية، والاتجاهات الفكرية الطبيعية المتعارف عليها.وهكذا تكون وسائل الإعلام مطوعة للحفاظ على الموروث الحضاري، وتضيف إليه كل جاد ونافع بطرق فعالة تستولي على العقول وتحول دون استلاب ثقافي إعلامي يهيمن على الطفل، ويدخل عليه بما يخالف دينه وقيمه وتقاليد بيئته ونشأته وعقيدته وبذلك تكون وسائل الإعلام مؤثرة إيجابًا في تكوين اتجاهات الطفل وميوله وقيمه ونمط شخصيته، بما يعكس التميز والتنوع الثقافي العربي والإسلامي حتى لا نكون أمة متفرجة في الصفوف الأخيرة، أمة قد تضحك من جهلها الأمم. [4]




وعليه فإن الحلول المقترحة لهذه المشكلة على مستوى الحكومات والأمم تنحصر في :-
-    إنتاج برامج تلفزيونية بديلة ، وذلك من خلال الإنتاج المحلي، أو العربي المشترك، أو الإسلامي المشترك، والإبتعاد عن قيود الحكومة والسلطة التي تحد من الحركه الإعلامية والتثقيفية للتلفاز وتجعله تابعا لها ، ليصبح سياسياً وليس تثقيفياً.
-         السعي لسن قوانين دولية للسيطرة على الإنفلات الأخلاقي للفضائيات ولشبكات الإنترنت.
-    في حالة إستيراد برامج خارجية عربية أو أجنبية أو مدبلجة مراجعتها وتدقيقها وليس الإكتفاء بإسم المنتج أو المؤلف أو الممثل.
-    السعي الحثيث لإنشاء مواقع عربية على الإنترنت، تعوض الباحث عن الشبكات الأجنبية حيث أن المتوفر حالياً لا يفي بالغرض ولا يحقق الطموح ... والمشاريع المطروحة على الساحة تنقاد للأجنبي بشكل كبير.
-    الإكثار من الندوات وحلقات الدراسة التي توعي الجيل بما كاد أن يفقده، من إستعماله المستمر للتلفزيون والإنترنت ومنها الدين واللغة والتراث.
-    يجب الإقتناع أن الهابط من البرامج سرعان ما يتساقط، إذا وجد أمامه الإعلام الواعي، والناجح ولعل تجربة بعض القنوات ذات السقف العالي نسبياً من الحرية، خير دليل على ذلك.
-         تفعيل دور المدرسة لغرس حب القراءة والمطالعة.
-         انتاج أفلام كرتون وتقديمها للأطفال والناشئة كبديل لما يقدم مما يتنافى مع ديننا وعاداتنا وتقاليدنا وتاريخنا.
-         الإهتمام بالكتابة الموجهة للأطفال والشباب من مجلات وقصص وأغاني. [5]
            



[1] http://aou.edu.jo/userfiles/file/file_type_doc/ED354-TMA00-2009-Fall-JO-070083_070083_RanaAdelHijazeen.doc

[2] (http://www.islamicfinder.org/articles/article.php?id=303&lang=arabic)

[3]  (http://www.islamicfinder.org/articles/article.php?id=303&lang=arabic)

[4] (http://www.islamicfinder.org/articles/article.php?id=303&lang=arabic)
[5] (http://www.arab-ewriters.com/?action=showitem&&id=2615)

Tidak ada komentar:

Posting Komentar